كل شيء يسير إلى الفناء بما في ذلك الكون الذي نعرفه اليوم وجنسنا البشري، و "العدم" سيلتهم كل شيء ... الوعي بالعدم يجعل من كل أفعالنا بلا قيمة خالية من كل معنى .. وأنا أصبحت واعيا بالعدم ..
يوجد أشخاص يتفاخرون بما حققوه في هذه الحياة الواحدة الزائلة ... صحيح أن قائمة الأشياء الجميلة طويلة جدا ... لكنها كلها ستزول وتنسى بالموت ... لا تعني العدمية او المادية الدفع بشهواتنا وجشعنا الى الحدود القصوى حد جنون العظمة، انما تعني تقبل حقيقة الفناء وتحول كل ما قمنا به إلى صفر ..
وبالتالي فهي تجعل منا اشخاصا زاهدين ... لا أرى أسخف من موقف يكون فيه عبقري ثري على فراش الموت الى جانب فقير نكرة على فراش الموت، فيزعم الأول أنه كان الأوفر حظاً والأعظم شأناً .. ولهذا فانه سيموت سعيداً بما فعل على عكس الرجل الآخر. بينما كلاهما يسير نحو "العدم" .. الأمر أشبه بعددين سنقوم بضربهما في الصفر ... عدد كبير جداً يفاخر أنه كان كبيراً أمام عدد آخر صغير ... بينما كلاهما سيغدوا صفراً.
الوعي بالعدم يجعلنا لا إكتراثيين ... أشخاصاً بسطاء يكفيهم ما يحقق احتياجاتهم المادية للإستمرار فضولاً أو تشبثاً بأمر ممتع وجميل ولهذا كان كبار الماديين إشتراكيين او شيوعيين ... أنا أحاول اليوم قدر الإمكان التخلص من عصبتي ورؤيتي للصراع بين الالحاد والدين على أنه صراع سيكسب الطرف المنتصر فيه مجداً أبديا ًلا يزول ولا يفنى ...
الشيء الذي يستحق النضال لأجله هو علمانية الدولة، الضامن الوحيد لحياة بعيدة عن القمع الديني "للحرية" و لأبسط احتياجاتنا الطبيعية .
الكاتب : لحمر عبد الودود
الكاتب : لحمر عبد الودود
0 التعليقات:
إرسال تعليق